کد مطلب:167937 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:158

و هکذا کان
یحدّثنا عبداللّه بن حازم البكری [1] فیقول: (أنا واللّه رسول ابن عقیل إلی القصر فی أثر هانیء لانظر ما صار إلیه أمره، فدخلت، فأخبرته الخبر، فأمرنی أن


أُنادی فی أصحابی وقد ملاالدور منهم حوالیه، فقال: نادِ: یا منصور أَمِتْ! [2] فخرجت فنادیتُ، وتبادر أهل الكوفة فاجتمعوا إلیه، فعقد لعبدالرحمن بن عزیز الكندی علی ربیعة، وقال له: سِرْ أمامی. وقدّمه فی الخیل، وعقد لمسلم بن عوسجة علی مذحج وأسد، وقال له: إنزل فأنت علی الرجّالة. وعقد لابی ثمامة الصائدی علی تمیم وهمدان، وعقد للعبّاس بن جعدة الجدلی علی أهل المدینة، ثمّ أقبل نحو القصر.). [3] .

وفی روایة الارشاد عن لسان عبداللّه بن حازم قال: (أنا واللّه رسول ابن عقیل إلی القصر لانظر ما فعل هانیء فلمّا ضُرب وحُبس ركبتُ فرسی فكنت أوّل الداخلین الدار علی مسلم بن عقیل بالخبر، فإذا نسوة لمراد مجتمعات ینادین: یا عبرتاه! یاثكلاه! فدخلتُ علی مسلم فأخبرته الخبر، فأمرنی أن أُنادی فی أصحابه وقد ملابهم الدور حوله، فكانوا فیها أربعة آلاف رجل... فنادیت: یا منصور أمت! فتنادی أهل الكوفة فاجتمعوا علیه، فعقد مسلم رحمه اللّه لرؤوس الارباع علی القبائل كندة ومذحج وتمیم وأسد ومضر وهمدان، وتداعی الناس واجتمعوا، فما لبثنا إلاّ قلیلاً حتّی امتلاالمسجد من الناس والسوق، ومازالوا یثوبون حتّی المساء...). [4] .

ویُدهشنا فی خبر یرویه الطبری عن عبّاس الجدلی أحد قیادی جیش مسلم علیه السلام أنّ عدد أصحاب مسلم علیه السلام كان قد تناقص فی تحرّكهم من الدور إلی القصر!! غیر أنّ الناس قد تداعوا إلی مسلم علیه السلام من جدید واجتمعوا إلیه بعد


أن أقبل فی المرادیین وأحاط بالقصر: (.. عن عباس الجدلی قال: خرجنا مع ابن عقیل أربعة آلاف، فما بلغنا القصر إلاّ ونحن ثلثمائة!! وأقبل مسلم یسیر فی الناس من مراد حتی أحاط بالقصر، ثُمَّ إنّ الناس ‍ تداعوا إلینا واجتمعوا، فواللّه ما لبثنا إلاّ قلیلاً حتی امتلاالمسجد من الناس والسوق، ومازالوا یتوبثّون حتی المساء...). [5] .

وكان عبیداللّه بن زیاد بعد أن ضرب هانیاً (رض) وحبسه، وبعد أن نجح فی مؤامرته مع شریح القاضی وعمرو بن الحجّاج الزبیدی فی صرف قبیلة مذحج عن القصر وتفریق جموعها، قد بادر الی المسجد (خشیة أن یثب الناس ‍ به) [6] فصعد المنبر، ومعه أشراف الناس وشُرَطُه وحشمه، (فحمد اللّه وأثنی علیه، ثم قال: أمّا بعدُ أیها الناس، فاعتصموا بطاعة اللّه وطاعة أئمتكم، ولاتختلفوا ولاتفرّقوا فتهلكوا وتذلّوا وتُقتلوا وتُجفَوا وتُحرموا، إنّ أخاك من صدقك، وقد أعذر من أنذر.). [7] .

وتواصل الروایة التأریخیة الخبر فتقول:

(ثمّ ذهب لینزل، فما نزل عن المنبر حتّی دخلت النظّارة المسجد من قِبَل التمّارین یشتّدون ویقولون: قد جاء ابن عقیل! قد جاء ابن عقیل!

فدخل عبید اللّه القصر مسرعاً، وأغلق أبوابه). [8] .

وفی روایة ابن أعثم: (فما أتمّ عبیداللّه بن زیاد تلك الخطبة حتّی سمع الصیحة، فقال: ما هذا؟ فقیل له: أیها الامیر، الحذر الحذر! هذا مسلم بن عقیل قد أقبل فی جمیع من بایعه!


فنزل عبید اللّه عن المنبر مسرعاً، وبادر فدخل القصر وأغلق الابواب). [9] .

وفی روایة أخری: (فلمّا بلغ عبیداللّه إقباله تحرّز فی القصر، وغلّق الابواب، وأقبل مسلم حتی أحاط بالقصر، فواللّه ما لبثنا إلاّ قلیلاً حتّی امتلاالمسجد من الناس والسوقة، ومازالوا یتوثّبون حتّی المساء، فضاق بعبیداللّه أمره.). [10] .

(وأقبل مسلم بن عقیل رحمه اللّه فی وقته ذلك علیه، وبین یدیه ثمانیة عشر ألفاً أو یزیدون، وبین یدیه الاعلام وشاكو السلاح، وهم فی ذلك یشتمون عبیداللّه بن زیاد ویلعنون أباه.). [11] .

(وأقام النّاس مع ابن عقیل یكبّرون ویتوثّبون حتی المساء وأمرهم شدید.). [12] .

(فضاق بعبیداللّه ذرعه، وكان كبر أمره أن یتمسّك بباب القصر، ولیس معه إلاّ ثلاثون رجلاً من الشُرط، وعشرون رجلاً من أشراف الناس وأهل بیته وموالیه.). [13] .


[1] أورد الطبري إسمه هكذا: (عبداللّه بن حازم الكبريّ، من الازد، من بني كبير)، (تأريخ الطبري، 3:288).

[2] كان هذا شعار المسلمين يوم بدر، وفيه تفاؤل بالنصر، وتحريض علي إبادة الاعداء.

[3] مقاتل الطالبيين: 66.

[4] الارشاد: 192؛ تأريخ الطبري، 3:286.

[5] تاريخ الطبري، 3:287.

[6] تاريخ الطبري، 3:287.

[7] تاريخ الطبري، 3:286؛ وانظر: مقاتل الطالبين: 66؛ والفتوح، 5:85 86.

[8] تأريخ الطبري، 3:286.

[9] الفتوح، 5:86.

[10] مقاتل الطالبين: 67.

[11] الفتوح، 5:86.

[12] تاريخ الطبري، 3:287.

[13] تاريخ الطبري، 3:287.